الهجوم الإسرائيلي على إيران يثير تساؤلات حول الأهداف والأبعاد السياسية
إعلان إسرائيل عن إنهاء غاراتها على إيران بعد ثلاث موجات يعكس تصعيدًا متسارعًا يعيد ترتيب التوازنات في الشرق الأوسط. لكن إعلان إيران عن تصدي دفاعاتها الجوية للغارات، وما أوردته تقارير عن "أضرار محدودة"، يفتح باب الشك حول مدى فعالية الضربات الإسرائيلية وحقيقة الأضرار التي لحقت بالأهداف الإيرانية.
في المقابل، تبدي الولايات المتحدة تحفظًا كبيرًا إزاء هذا التصعيد، حيث تحاول إدارة بايدن كبح اندفاع إسرائيل تجاه منشآت إيران الحيوية، بهدف منع نشوب حرب شاملة تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تكتفي إيران بالصمت؟ أم أن حسابات طهران ستدفعها إلى رد يعتبر في نظرها ضروريًا لحفظ ماء الوجه وتعزيز مكانتها الإقليمية؟
التوقيت الحالي بالغ الحساسية، خاصة أن هذه الغارات تزامنت مع تصعيد إسرائيلي ضد غزة. وبالنظر إلى الهجمات المتواصلة في شمال القطاع، وما يصفه مراقبون بعملية عسكرية غير مسبوقة، يبدو أن إسرائيل قد تلجأ إلى إثارة قلق دولي بشأن التهديد الإيراني لتحويل الأنظار عن عملياتها في غزة، ما يخلق وضعًا صعبًا يضع المجتمع الدولي أمام قضايا متشابكة بين القضايا الإنسانية والأمن الإقليمي.
ويبدو أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تتخذ موقفًا واضحًا بتجنب المشاركة في أي أعمال عسكرية ضد إيران، ما يعكس حرصًا على الابتعاد عن هذا النزاع الإقليمي المعقد. تحاول السعودية، بدورها، تجنب تبعات التصعيد بعد أن تضررت في الماضي جراء هجمات مدعومة من إيران، كما حدث في الهجوم على منشآتها النفطية عام 2019.
إلى جانب ذلك، يعكس هذا الوضع هشاشة الاستقرار في المنطقة، حيث إن التصعيد السريع بين إسرائيل وإيران قد يشعل نزاعًا أوسع يؤثر على أسواق الطاقة العالمية ويهدد بزعزعة اقتصادات دولية تعتمد على النفط الخليجي.
0 تعليقات