قصة العامل الهندي: كيف شوه 'حياة الماعز' الصورة الحقيقية؟
تحت غطاء الفن: كيف تجاهل فيلم 'حياة الماعز' القصة الحقيقية للسعودية؟ |
الفيلم الهندي "حياة الماعز" الذي مولته جهات هندية-أمريكية وأُطلق في السينما العالمية هذا العام، أثار جدلاً كبيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يتناول الفيلم موضوع "حقوق الإنسان" في السعودية ودول الخليج العربي، لكنه في الواقع يبدو وكأنه حيلة سينمائية لتسويق القصة وكأنها "الحقيقة المطلقة". دعونا نتفق على أن الحقيقة المروية في الفيلم هي "حقيقة" ناقصة، فالفيلم يروي "ربع القصة الحقيقية"، ويترك بقية الحكاية، وهي الأهم، في الظل.
يحكي الفيلم قصة عامل هندي جاء إلى السعودية في أوائل التسعينيات بعد أن وعده مكتب توظيف في الهند بعالم وردي من الفرص، لكن الواقع كان مختلفًا. يصل الرجل إلى السعودية ليجد نفسه مهملاً في المطار، حتى يلتقي بمواطن سعودي يأخذه للعمل في الصحراء كراعٍ للغنم تحت ظروف صعبة ودون دفع رواتبه لسنوات. وهنا ينتهي "ربع الحقيقة" الذي يسعى الفيلم لإبرازه، لكن القصة الحقيقية كما يرويها الأستاذ عبدالرحمن الدعيلج في مقطع فيديو له على "يوتيوب" تقول غير ذلك تمامًا.
وفقًا للدعيلج، لم يكن العامل الهندي مسلمًا عند وصوله إلى السعودية، ولم يكن لديه شريك في السفر. بل كان وحيدًا، وعندما التقى بعامل هندي آخر، لم يشجعه الأخير على الهرب، بل نصحه فقط بالمطالبة بحقوقه. ولكن بعد محاولات عديدة للحصول على أجره المستحق ورفض الكفيل لذلك، نشب خلاف أدى إلى مقتل الكفيل على يد العامل. ورغم ذلك، يُظهر المجتمع السعودي هنا نبله، إذ يُجمع المال لدفع دية الكفيل ويعفون عن الرجل، مما يدفعه لاعتناق الإسلام.
باختصار، الفيلم يبدو وكأنه محاولة لتشويه صورة المجتمع السعودي والتشكيك في كرمهم ومرونتهم تجاه الوافدين. الفيلم يستند إلى جزء من الحقيقة، لكنه يتجاهل الأجزاء الأهم، ويحول الحكاية إلى "دعاية مظلمة". في حين أن القصة الحقيقية كما رويت تكشف عن تعاطف المجتمع السعودي وتسامحه، مما يجعل من الواضح أن الفيلم مجرد "إنتاج ليلي" لتوجيه انتقادات غير عادلة.
0 تعليقات