النفط والذهب يرتفعان وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحرب الروسية الأوكرانية

التوترات العالمية ترفع أسعار النفط والذهب: تحليل اقتصادي للمرحلة الحالية

النفط والذهب يرتفعان وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحرب الروسية الأوكرانية
النفط والذهب يرتفعان وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحرب الروسية الأوكرانية

تواجه الأسواق العالمية موجة من الاضطراب نتيجة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط والصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط والذهب.

الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار، شهد ارتفاعًا في أسعاره مع ازدياد المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية. كما أن أسعار النفط ارتفعت هي الأخرى في ظل توقعات بنقص المعروض العالمي نتيجة لقرارات "أوبك" المستمرة بخفض الإنتاج.

أدى الإعلان عن خطط وزارة الدفاع الأمريكية لنشر غواصة صاروخية في الشرق الأوسط، إلى جانب التصعيد العسكري المحتمل بين إسرائيل وإيران، إلى زيادة القلق من احتمالية تحول الوضع إلى نزاع إقليمي واسع النطاق. هذا التصعيد، جنبًا إلى جنب مع التحركات العسكرية الروسية في مناطق مثل كورسك وبيلغورود، زاد من حدة المخاوف الاقتصادية في الأسواق العالمية.

العقود الآجلة للذهب ارتفعت بنسبة 1.2% في بورصة كومكس، مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية. هذا الارتفاع يعكس تزايد الطلب على الذهب كأصل آمن وسط تزايد عدم اليقين الجيوسياسي. وعلى نحو مماثل، أدت المخاوف من تأثيرات الاضطرابات المحتملة على إمدادات النفط إلى ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3%، مسجلةً أعلى مستوياتها في الأسابيع الأخيرة.

على الرغم من تسجيل الذهب والنفط تراجعًا طفيفًا خلال الجلسة الآسيوية، إلا أن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع أسعارهما بسبب البيئة الاقتصادية المضطربة.

التوقعات المستقبلية تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة قريباً، ما سيزيد من الضغوط على الدولار الأمريكي، ويدعم أسعار الذهب بشكل أكبر. كما أن المخاوف المتزايدة من حدوث ركود اقتصادي عالمي، استناداً إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، قد تجعل الذهب خيارًا استثماريًا أكثر جاذبية.

من ناحية أخرى، تزايد الطلب على النفط بنسبة 4% مقارنة بالأسبوع الماضي، نتيجةً للتوترات الجيوسياسية المستمرة ومخاوف نقص المعروض. ومن المتوقع أن تستمر أسعار النفط في الارتفاع، خاصةً في ظل قرارات "أوبك" بتمديد خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2025، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على مخزونات النفط العالمية وارتفاع الأسعار في المستقبل. 

إرسال تعليق

0 تعليقات