كيف تهدد هجمات الحوثي سلسلة التوريد العالمية وترفع أسعار الغذاء؟
تحديات اقتصادية عالمية وتداعياتها على أسعار المواد الغذائية |
تواجه الاقتصادات العالمية تحديًا جديدًا من أزمة البحر الأحمر، التي تفاقمت بسبب الهجمات التي شنتها حركة الحوثي اليمنية على السفن التجارية. أدت هذه الهجمات إلى ارتفاع أسعار الشحن الجوي، وهو أكثر أنواع الشحن تكلفة، مما يزيد من التضخم العالمي.
كيف يؤثر تصاعد الأزمة في البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية والاقتصادات الوطنية؟
ما هي الآثار المباشرة وغير المباشرة للهجمات التي شنتها حركة الحوثي على السفن التجارية على أسعار الشحن الجوي والتضخم العالمي؟
كيف يمكن للدول والمؤسسات التكنولوجية استخدام التكنولوجيا للتعامل مع تحديات ارتفاع أسعار الشحن الجوي والتضخم الناتج عن الأزمة؟
هل هناك تأثيرات جيوسياسية أخرى قد تنشأ نتيجة لتفاقم الأزمة في البحر الأحمر وكيف يمكن أن تؤثر على التوازنات العالمية؟
الزيادة في أسعار الشحن الجوي:
في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت أسعار الشحن الجوي بنسبة 10% إلى 20%، حسب نوع الشحن ووجهة التسليم. وبالنسبة للبضائع التي تتطلب شحنًا عاجلًا، يمكن أن تصل الزيادة إلى 50% أو أكثر.
بسبب تصاعد الأزمة في البحر الأحمر، شهدنا ارتفاعًا حادًا في أسعار الشحن الجوي العالمية. الهجمات على سفن الشحن وتأثيرها على طرق الشحن البحري دفعت الشركات إلى اللجوء إلى الشحن الجوي، مما أضاف أسابيع إلى جداول التسليم.
تأثرت مسارات الشحن العالمية بشكل كبير، حيث انعكست التحولات في التجارة بين الشرق والغرب. على الرغم من انخفاض الطلب بعد عيد الميلاد، إلا أن أسعار الشحن الجوي ظلت مستقرة نسبيًا.
من الجدير بالذكر أن أسعار الشحن الجوي العالمية شهدت انخفاضًا في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت أدنى مستوياتها منذ بداية الجائحة. يُعزى هذا التراجع جزئيًا إلى هدوء الطلب والتحول في استخدام طرق الشحن.
تحديات الشحن الجوي تعتبر جزءًا من تحولات اقتصادية عالمية. الهجمات التي شنتها حركة الحوثي أدت إلى تأثير كبير على سفن الشحن في البحر الأحمر، مما اضطر الشركات إلى اعتماد طرق بديلة أطول، مع تأثير مباشر على سلاسل التوريد العالمية.
على الرغم من أن أسعار الشحن الجوي ظلت مستقرة نسبيًا في الوقت الحالي، إلا أن هناك تقلبات في سوق الشحن تبقى مستمرة. انخفاض مؤشر الشحن الجوي لمنطقة البلطيق بنسبة 24% يشير إلى تأثير الأحداث العالمية على هذا القطاع.
يُشير تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن الشحن الجوي، رغم كونه أكثر تكلفة من الشحن البحري، يمثل نسبة أقل من 1% من حجم التجارة العالمية. هذا يعكس أهمية استدامة وتكامل وسائل النقل لضمان استمرار حركة البضائع عبر الحدود الدولية في وجه التحديات الحالية.
الصراع البحري يهدد المائدة العالمية: تأثيرات الأزمة الحوثية على اقتصادات الغذاء
تأثير الهجمات الحوثية على شحنات الطعام والفاكهة والخضروات من أوروبا إلى المنطقة كان واضحًا وكبيرًا. في مصر، على سبيل المثال، ارتفعت أسعار الفاصوليا البيضاء بنسبة 20%، وسعر الطماطم بنسبة 30%. هذا الارتفاع يعكس تكلفة الشحن المتزايدة وتأثيرها على سلسلة الإمداد.
توقعات النقص في السلع الغذائية والخضروات تتزايد، خاصة للسلع التي لا يتم إنتاجها محليًا. الاعتماد المتزايد على الشحن البحري بديل يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية واجتماعية ملموسة على المنطقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لتحسين أوضاع الإمداد وضمان استمرار توفر السلع الأساسية.
وبحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية في العالم بنسبة 2.3% في شهر يناير 2024، مقارنة بالشهر السابق. ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والقمح والذرة والسكر.
في حال استمرار الهجمات الحوثية، قد ينجم عن ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات على نطاق واسع حول العالم.
فيما يتعلق بإيجاد حلاً للأزمة، لا يزال غامضًا ما إذا كانت هناك فرصة لحلها في المستقبل القريب. حيث تظل جماعة الحوثي متمسكة برفض وقف الهجمات على سفن الشحن، بينما تصر الدول الغربية بشدة على أهمية وقف هذه الهجمات.
وفي حال استمرت الأزمة، من المرجح أن تظل لها تأثيرات مستمرة على الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بقطاع الغذاء.
اقرأ أيضا:
تأثير هجمات الحوثيين على البحر الأحمر: أبعاد اقتصادية وجيوسياسية
0 تعليقات